نستكمل تحليلنا المعمق

خفايا وأسرار Borderlands 3 تكشف عن تفاصيل جوهرية في الحبكة الروائية

جذور شخصية The Timekeeper

ias

تعتبر الشخصيات المُنافِسة جزءًا لا يتجزأ من أي لعبة فيديو ناجحة، وسلسلة Borderlands لطالما تميزت بتقديم شخصيات شريرة لا تُنسى رسخت في ذاكرة اللاعبين. يُعد Handsome Jack حتى يومنا هذا واحدًا من أكثر الأشرار جاذبية وإثارة للاهتمام في تاريخ ألعاب الفيديو، تاركًا بصمة لا تُمحى في قلوب اللاعبين. بعد الانتقادات التي وجهت للجزء الثالث، Borderlands 3، بسبب ضعف مستوى الشخصيات الشريرة، خصوصًا Troy وTyreen اللذين لم يرقيا إلى مستوى أسلافهما، يبدو أن الكشف عن شخصية The Timekeeper يبشر بعودة السلسلة إلى تقديم خصم أيقوني جديد يضاهي Handsome Jack في حضوره وتأثيره.

هوية The Timekeeper في Borderlands 4 لا تزال تلفها سحابة من الغموض، وطبيعتها الحقيقية غير معروفة حتى الآن، وقد لا تتضح الصورة كاملة إلا مع الإصدار الرسمي للعبة. ومع ذلك، من الوارد جدًا أن يكون اللاعبون قد صادفوا معلومات هامة تتعلق بهذه الشخصية أثناء استمتاعهم بـ Borderlands 3 دون إدراكهم لأهميتها الحقيقية، خاصةً أولئك الذين لم يكترثوا كثيرًا بالتفاصيل السردية العميقة التي تزخر بها اللعبة.

في خضم أحداث Borderlands 3، كان اللاعبون قادرين على اكتشاف ألواح Eridian Slabs التي تمنحهم معلومات إضافية وقيمة عن حضارة الـ Eridians القديمة، وعن Siren تُدعى Nyriad التي امتلكت قوة فريدة تُعرف باسم Phaseleech، بالإضافة إلى الكشف عن المقاصد الخفية وراء وجود Vaults. من بين هذه الألواح، يبرز لوح بعنوان "Secrets" كواحد من أهم المصادر المعلوماتية في اللعبة، حيث يتحدث هذا اللوح عن احتجاز الكيان المُدمر The Destroyer داخل قبو Pandora، ويتجاوز ذلك ليذكر وجود ثلاثة كيانات أخرى بذل الـ Eridians جهودًا مضنية لإخفائها وحمايتها.

حظي اللاعبون بالفعل بفرصة مواجهة اثنين من هذه الكيانات المذكورة في تلك الكتابات، وهما The Graveward وThe Traveler. أما الكيان الثالث الذي أشير إليه في ذلك السياق فهو The Timekeeper، في إشارة واضحة إلى دوره المحوري كأحد الأشرار في الجزء الرئيسي القادم من السلسلة، Borderlands 4.

هذا الإفصاح السردي كان دقيقًا ومُبطنًا لدرجة تجعله غير ملحوظ للكثير من اللاعبين، لا سيما أولئك الذين يركزون في أسلوب لعبهم على جمع الأسلحة النادرة والاشتباكات النارية دون التمعن في قراءة الألواح أو التدقيق في معانيها. ومع ذلك، فإن هذا الاكتشاف المتواضع قد يحمل تأثيرًا هائلًا على القصة المستقبلية، مما يعني أن Borderlands 4 قد تُكافئ بشدة أولئك الذين أبدوا اهتمامًا جادًا بالجوانب السردية منذ الإصدار السابق، ومن المحتمل أن تكون تلك الإشارات هي بمثابة التمهيد المثالي لظهور شخصية The Timekeeper كعدو رئيسي في الأحداث القادمة.

أضواء الغنائم كجزء لا يتجزأ من القصة الروائية

بصفتها اللعبة التي أرست قواعد نوع الـ looter-shooter، فإن اللاعبين يتوقعون دائمًا من كل جزء جديد في سلسلة Borderlands أن يزخر بالأسلحة المتنوعة التي يمكن تجهيزها واستخدامها لسحق الخصوم. ومع وجود نظام التصنيف الذي يُقيّم الغنائم بناءً على مستويات ندرة متفاوتة، يصبح تجميع الغنائم جزءًا حيويًا من تجربة اللعب، حيث يعمد اللاعبون إلى تكرار مواجهة الزعماء مرارًا وتكرارًا على أمل الحصول على أفضل الأسلحة والمعدات التي تمنحهم تفوقًا ملحوظًا في القتال. وكل زعيم يتم القضاء عليه ينفجر بعد موته بعرض بصري بهيج من الأسلحة والدروع المتلألئة بألوان الطيف، مما يسهل على اللاعبين التمييز بين الأسلحة العادية، والنادرة، والأسطورية.

من منظور أسلوب اللعب، فإن هذه الأشعة الضوئية البراقة والملونة التي تنبعث من الغنائم المتناثرة على الأرض تؤدي وظيفة جلية؛ فهي تسمح للاعبين بمسح ساحة المعركة بصريًا بسرعة فائقة لتحديد الغنائم التي قد تكون ذات فائدة لهم، والتأكد مما إذا كان الزعيم قد أسقط العنصر المنشود الذي كانوا يسعون إليه أثناء عملية الـ grind المضنية. وعلى الرغم من أن الكثيرين قد يعتقدون أن هذه الأضواء هي مجرد إضافة بصرية وظيفية تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم، فإن الحقيقة هي أن هذه الأضواء تمتلك تفسيرًا رسميًا راسخًا في صميم القصة في عالم Borderlands، وقد تم تقديم هذا التفسير بشكل واضح في Borderlands 3.

في عالم Borderlands 3، يمكن للاعبين الاستماع إلى إعلان إذاعي داخل اللعبة من محطة إذاعية خيالية، صادر عن شركة تُدعى S&S Accessories، وهي الاسم الجديد لشركة كانت تُعرف سابقًا باسم S&S Munitions، وهي شركة لتصنيع الأسلحة ظهرت في أول لعبة من سلسلة Borderlands. هذه الشركة لم تعد تظهر بأسلحتها المميزة في الأجزاء اللاحقة من السلسلة، حيث صرف المطورون النظر عن منتجاتها نظرًا للتشابه الوثيق بينها وبين علامات تجارية أخرى متواجدة داخل اللعبة. ولكن على الرغم من ذلك، لم يتم إقصاء الشركة تمامًا من عالم Borderlands، بل استمرت داخل الأحداث في هيئة شركة تقدم تقنيات داعمة ذات توجه تجاري جديد ومبتكر.

الإعلان الذي يتم بثه عبر الأثير يشرح أن شركة S&S Accessories تقدم منتجًا فريدًا يُسمى Gun Lights، وهي عبارة عن أضواء متطورة مصممة خصيصًا لتسليط الضوء بشكل تلقائي على الغنائم التي تسقط على الأرض، مما يجعل العثور عليها أسهل بكثير أثناء خضم المعركة أو بعدها. وهذا يعني أن الأشعة الضوئية الملونة التي يراها اللاعبون وهي تنبثق من البنادق والدروع والأسلحة المختلفة ليست مجرد مؤثر بصري لغرض التمييز البصري داخل اللعبة، بل هي عنصر سردي حقيقي له وجود فعلي في العالم الخيالي، وهي تقنية يتم تقديمها من قبل جهة مصنّعة حقيقية ضمن سياق اللعبة، الأمر الذي يضفي على هذا التفصيل الشهير والمحبوب في ألعاب Borderlands خلفية منطقية من حيث القصة، ويمنح عمقًا إضافيًا للعالم ويثري تجربة اللاعبين الذين يعشقون أدق التفاصيل السردية.